السبت، 3 يوليو 2010

لماذا اخرتنا هذا العنوان ؟

بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على اشرف الخلق والمرسلين نبينا محمد عليه افضل الصلاة وأجل التسليم

هذي أول تدوينة اكتبها في المدونة الجديدة التي اسميتها رسالة إعلامية .. واخترت هذا العنوان لغاية وهدف محدد وهو الإرتقاء بمستوى واعي بإعلامنا الاسلامي الهادف ،،

وسيكون هاذ أساس ثقافة المدونة بشكل عام ورئيسي


وستتنوع المواضيع والأطروحات والخواطر في شتى المجالات بإذن الباري



أخوكم MHLKA
*****



وهذي مقالة عجبتني تعبر عن ضرورة الاعلام الهادف



****

كثُرَت في الآونة الأخيرة من هذا القرن المنابر الإعلامية وانتشرت انتشار النار في الهشيم ما بين صحف ومجلات ومواقع للإنترنت وإذاعات وقنوات فضائية .. والمتأمل يميناً وشِمالاً سيجد الكثرة الكاثرة من هذه المنابر وقد غطّت جميع مجالات الحياة الدينية والدنيوية .. وأصبحت تتواجد في كل شأن من شئون الدنيا ، وتتدخل في كل مجال من مجالات الفرد .

وأصبح من نافلة القول إقصاؤها وإبعادها ، بل أنه أصبح من غريب القول الذي يُتندَّرُ به أن نقوم بمقاطعتها ، لأنها أصبحت جزءاً من حياتنا اليومية ، وتناغمت مع فسيولوجيتنا النفسية والفكرية رضينا أم أبينا .

وفي خِضَمِّ هذه التنوّعات الإعلامية يتجوّل المرءُ باحثاً لاهثاً وراء ما ينفعه إن صَحَّ التعبير ، فلا يَجِدُ إلا تفنُّناً في أساليب التعكير ، وتميُّزاً في حَرق الأعصاب ، وبطولاتٍ نادرة في قتل الروح الإنسانية إن بَقِيَت فينا روح للإنسانية .

أما الصحف والمجلات فلا همّ لها إلا المناداة بحقوق المرأة ( وبالتحديد المسلمة ) كأن الله خلقها بلا حقوق .. وتجد كل يومٍ في صحافاتنا أكواماً من الأخبار والمقالات التي لا تجعلك إلا متشائماً يائساً من أحوال المواطن العربي والنكسات التي تنهال علينا يوماً بعد يوم . وترتسم أمامك ملايين الاستفهامات والتعجّبات من هذا التقديم الرديء ، والتحليل السقيم ، والتثقيف المتناقض ، والحشو السافل .

وإن يمّمتَ نحو الشبكة العنكبوتية ، فلا يخفى على الكل أن المواقع الإباحية هي المسيطرة ، وهي الأكثر انتشاراً في هذا العالم الغريب . وتظلُّ حيراناً وأنتَ تتجوّل في المنتديات الرديئة من التسطيح الفكري ، والتعليقات البدائية .. بل أن الكثير من رواد المنتديات من المشرفين والأعضاء يكتبون تعليقات دون أن يقرؤوا المضمون مكتفين بمعرفة عنوان المقال واسم الكاتب أو الكاتبة . وتكادُ أن تموت إن صادفتَ مرةً موقع دردشة .. يا الله !! ما هذا يا أبناء وبنات المسلمين ؟!! كلام فارغ ، وحوار تافه ، وتفنن مكشوف لاصطياد الفتيات ، وهلمّ جرا من مسلسل البلادة العربية .. في عالم أصبحت فيه الدنيا قرية مصغرة ، تمتزج فيه الحضارات ، وتنصهر فيه المشارب ، وتلتقي فيه الشعوب .

ولكن .. يستوقفني أكثر ما أراه عبر القنوات الفضائية ومدى تأثيرها الرهيب وتصدُّرها المهيب على كل ما ذكرته سابقاً من منابر ثقافية ووسائل إعلامية . وأتساءل كل يوم وكل حين : بالله عليكم لِمَ قنواتنا العربية تنازلت عن مسلّماتها وهويّتها ، وانجرفت وراء الغرب أكثر من الغرب نفسه . أصبحنا متأمركين ومتفرنسين وبريطانيين ودنماركيين وألمانيين وسويديين أكثر منهم أنفسهم . انظروا إلى شبابنا وبناتنا .. وحاوروهم عن اهتمامتهم وطموحاتهم ، ويكفيكم فقط أن تنظروا إلى أشكالهم وصورهم . أصبحت الفضائيات هي المورد الذي لا يردّه أحد ، ولا يجرؤ شيءٌ أن ينافسه في التأثير .. لا تاريخ ولا حضارة ولا قِيَم ولا مبادئ ولا حتى ضمير .

تتشرّبُ الأجيالُ كُلّ ما يَرِدها من هذه القنوات ، وأصبح التلفاز هو المربي الحقيقي والأول للأجيال .. لا أم ولا أب ولا مدرسة ولا كلية ولا جامعة ولا كتاب ولا أيّ شيءٍ آخر يستطيع أن يوازي التلفاز في تربيته لأبنائنا وأجيالنا وتأثيره عليهم سلباً وإيجاباً .

وتأتي في معمعة هذه الأحوال المؤسفة بعض النفوس العظيمة والعقول الكبيرة لِتُدرِكَ هذا جيداً وتستشعِر أثره .. فتختطّ من هذا الطريق شِعباً إلى نورٍ من الهُدى ، وتتألق في سماء الإبداع لتبني صَرحاً شامخاً ، وتأتينا بمحاولات شجاعة ورائعة لتجِدَ لنا قنوات فضائية منافسة تعرِض بضاعتنا العظيمة التي جاء بها محمد صلى الله عليه وسلم .

لن تكون مكافئةً لتلك القنوات مادياً ولا تقنياً ، فللباطل ممالِك تدعمه ، ودول ترعاه ، وأرصِدة جبّارة تؤيده . ولهؤلاء ربٌ جليلٌ عظيمٌ ينصرهم ويؤيدهم ، وجهود دؤوبة لا تكِلّ من المخلصين المؤمنين بحقيقة الدور .

صحيح أن القنوات الفضائية الهادفة قليلة أمام هذا السيل الجارف من القنوات الهابطة ، ولكنها تزاحم ، وأصبح اسمها لامعاً ، وأقبلت عليها الشعوب العربية والإسلامية وحتى الغربية نفسها .. لأنها وجدت فيها حقيقة الكلمة وكلمة الحقيقة ، لأنها وجدت فيها الأمان في زمان الخوف والسقوط ، وجدت فيها الصدق في عصر التفسخ والكذب ، وجدت فيها الحماية في أزمنة التفلّت والضياع .

إنني أحيي بكل حب ووفاء وصدق وصفاء كل القنوات الهادفة الأصيلة التي سَعَتْ بكل جدارة لتكون نباريس في حوالك الظلمات ، فاهتدى بها العالم واستنارت بها الدنيا .
وأشكر كل القائمين والرعاة والداعمين وجماهير العشاق والمتابعين لقنوات العطاء والوفاء والصدق : ( اقرأ ، المجد بفروعها ، الفجر ، الشارقة ، الرسالة ، خير ، سمارتس واي ، المنار ... ) ، وغيرها من القنوات الفضائية الهادفة . وأقول لهم : المزيد المزيد من المزاحمة .


بقلم :
منصور جبر

0 التعليقات:

إرسال تعليق

ابحر في البحث